السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. تسُرّنا زيارتكم للمدونة، ونسأل الله أن ينفعكم بمحتواها ويزيدكم من فضله

الثلاثاء، 10 فبراير 2015

كشكول ٧٢٦: ليس معنى قولنا: الإسلام هو الظاهر، والإيمان هو الباطن، إثبات إسلام بمجرد العمل الظاهر


ليس معنى قولنا: الإسلام هو الظاهر، والإيمان هو الباطن، إثبات إسلام بمجرد العمل الظاهر؛
لأن العمل الظاهر لا يكون إسلاماً بدون وجود ما يصدقه من الإيمان في القلب.

وإنما المراد أن:
- الغالب في الإسلام هو الأعمال الظاهرة،
- والغالب في الإيمان هو الأعمال الباطنة التي تنبعث الجوارج بتصديقها.

كشكول ٧٢٥: تنبيه مهم عن وقت صلاة المغرب!


وقت صلاة المغرب.
عندنا في الخليج، وأظن في سائر دول العالم الإسلامي يؤخر وقت صلاة العشاء عن أول وقتها؛
فيظن بعض الناس أن وقت صلاة المغرب يمتد إلى صلاة العشاء؛ لأن وقت كل صلاة ما لم يدخل وقت التي تليها؛
والواقع أن وقت المغرب قليل، يخرج بغياب الشفق الأحمر. وذلك بعد غروب الشمس تقريبًا بنصف ساعة، أو ساعة إلا ثلث. ويختلف من مكان إلى آخر.
وتم الاتفاق على تأخير وقت صلاة العشاء؛ فيكون بين المغرب والعشاء ساعة ونصف، في كل الفصول، ما عدا في شهر رمضان فإنه يزيد عن ذلك.
وهذا أمر لا بد أن ينتبه إليه.

خاصة وأني سمعت أن بعض المدرسين في المحاضرات يؤخرون الطلاب عن أول وقت صلاة المغرب، ويخرجون بعدها بنصف ساعة، أو أكثر؛ ليصلوا جماعة. وفي العادة ينشغل الطلاب بالوضوء، وبالتجمع، وانتظار بعضهم بعضاً، فما يبدأون الصلاة إلا وقد خرج وقت صلاة المغرب، وهم يظنون أنهم أدركوا الوقت، والله الموفق.

كشكول ٧٢٤: ما حكم التسمية أو ذكر اسم الله على الوضوء؟



سؤال: «ما حكم التسمية أو ذكر اسم الله على الوضوء؟».

الجواب:
ذكر اسم الله على الوضوء واجب. فمن تعمد تركه لم يصح وضوؤه؛ لأن الرسول -صلى الله عليه وسلم- قال: «لا وضوء لمن لم يذكر اسم الله عليه».
وقال -صلى الله عليه وسلم-: «من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد».
والله أعلم.

كشكول ٧٢٣: ليس معنى: ليس كل مسلم مؤمن. وكل مؤمن مسلم... إثبات إسلام بدون إيمان


ليس معنى: ليس كل مسلم مؤمن. وكل مؤمن مسلم.
ليس معنى هذه العبارة إثبات إسلام بدون إيمان؛ لأن الإسلام لا يصح إلا بوجود أصل الإيمان.
وإلا كان معنى ذلك إثبات اسم الإسلام بمعنى النفاق.

وإنما المراد أن المسلم إذا لم توجد فيه صفات كمال الإيمان لا يكون مؤمنًا بهذا المعنى. لا بمعنى إثبات إسلام صحيح بدون وجود أصل الايمان.

كشكول ٧٢٢: فائدة: في التراجم الاستنباطية


فائدة: في التراجم الاستنباطية.

قال ابن دقيق العيد -رحمه الله- في كتابه (إحكام الأحكام شرح عمدة الأحكام 1/ 111- 112): «وَالتَّرَاجِمُ الَّتِي يُتَرْجِمُ بِهَا أَصْحَابُ التَّصَانِيفِ عَلَى الْأَحَادِيثِ، إشَارَةً إلَى الْمَعَانِي الْمُسْتَنْبَطَةِ مِنْهَا، عَلَى ثَلَاثِ مَرَاتِبَ؛
- مِنْهَا مَا هُوَ ظَاهِرٌ فِي الدَّلَالَةِ عَلَى الْمَعْنَى الْمُرَادِ، مُفِيدٌ لِفَائِدَةٍ مَطْلُوبَةٍ.
- وَمِنْهَا: مَا هُوَ خَفِيُّ الدَّلَالَةِ عَلَى الْمُرَادِ، بَعِيدٌ مُسْتَكْرَهٌ، لَا يَتَمَشَّى إلَّا بِتَعَسُّفٍ.
- وَمِنْهَا: مَا هُوَ ظَاهِرُ الدَّلَالَةِ عَلَى الْمُرَادِ، إلَّا أَنَّ فَائِدَتَهُ قَلِيلَةٌ لَا تَكَادُ تُسْتَحْسَنُ، مِثْلُ مَا تُرْجِمَ (بَابُ السِّوَاكِ عِنْدَ رَمْيِ الْجِمَارِ) وَهَذَا الْقِسْمُ -أَعْنِي مَا لَا تَظْهَرُ مِنْهُ الْفَائِدَةُ- يَحْسُنُ إذَا وُجِدَ مَعْنًى فِي ذَلِكَ الْمُرَادِ يَقْتَضِي تَخْصِيصَهُ بِالذِّكْرِ؛
فَتَارَةً يَكُونُ سَبَبَهُ الرَّدُّ عَلَى مُخَالِفٍ فِي الْمَسْأَلَةِ لَمْ تُشْهَرْ مَقَالَتُهُ، مِثْلُ مَا تُرْجِمَ عَلَى أَنَّهُ يُقَالُ «مَا صَلَّيْنَا» فَإِنَّهُ نَقَلَ عَنْ بَعْضِهِمْ: «أَنَّهُ كَرِهَ ذَلِكَ» وَرُدَّ عَلَيْهِ بِقَوْلِهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- «إنْ صَلَّيْتَهَا، أَوْ مَا صَلَّيْتَهَا». 
وَتَارَةً يَكُونُ سَبَبَهُ الرَّدُّ عَلَى فِعْلٍ شَائِعٍ بَيْنَ النَّاسِ لَا أَصْلَ لَهُ، فَيُذْكَرُ الْحَدِيثُ لِلرَّدِّ عَلَى مَنْ فَعَلَ ذَلِكَ الْفِعْلَ، كَمَا اُشْتُهِرَ بَيْنَ النَّاسِ فِي هَذَا الْمَكَانِ: التَّحَرُّزُ عَنْ قَوْلِهِمْ «مَا صَلَّيْنَا» إنْ لَمْ يَصِحَّ أَنَّ أَحَدًا كَرِهَهُ.

وَتَارَةً يَكُونُ لِمَعْنَى يَخُصُّ الْوَاقِعَةَ، لَا يَظْهَرُ لِكَثِيرٍ مِنْ النَّاسِ فِي بَادِئِ الرَّأْيِ، مِثْلُ مَا تُرْجِمَ عَلَى هَذَا الْحَدِيثِ «اسْتِيَاكُ الْإِمَامِ بِحَضْرَةِ رَعِيَّتِهِ» فَإِنَّ الِاسْتِيَاكَ مِنْ أَفْعَالِ الْبِذْلَةِ وَالْمِهْنَةِ، وَيُلَازِمُهُ أَيْضًا مِنْ إخْرَاجِ الْبُصَاقِ وَغَيْرِهِ مَا لَعَلَّ بَعْضَ النَّاسِ يَتَوَهَّمُ أَنَّ ذَلِكَ يَقْتَضِي إخْفَاءَهُ، وَتَرْكَهُ بِحَضْرَةِ الرَّعِيَّةِ. وَقَدْ اعْتَبَرَ الْفُقَهَاءُ فِي مَوَاضِعَ كَثِيرَةٍ هَذَا الْمَعْنَى، وَهُوَ الَّذِي يُسَمُّونَهُ بِحِفْظِ الْمُرُوءَةِ، فَأَوْرَدَ هَذَا الْحَدِيثَ لِبَيَانِ أَنَّ الِاسْتِيَاكَ لَيْسَ مِنْ قَبِيلِ مَا يُطْلَبُ إخْفَاؤُهُ، وَيَتْرُكُهُ الْإِمَامُ بِحَضْرَةِ الرَّعَايَا، إدْخَالًا لَهُ فِي بَابِ الْعِبَادَاتِ وَالْقُرُبَاتِ، وَاَللَّهُ أَعْلَمُ»اهـ.

كشكول ٧٢١: لكل شيء إذا ما تم نقصان


لكل شيء إذا ما تم نقصان ... فلا يغر بطيب العيش إنسان

هي الأيام كما عرفتها دول ... من سره زمن ساءته أزمان

كشكول ٧٢٠: أستعمل صفحتي لحفظ بعض الأمور التي تجري في دروسي...



سامحوني... أنا أستعمل صفحتي لحفظ بعض الأمور التي تجري في دروسي. خاصة بعد أن قام بعض الأخوة -جزاه الله خيراً- بنقلها إلى مدونة باسمي؛ مما يسهل علي حفظها، ومراجعتها.

كشكول ٧١٩: المرأة كالزهرة، تشمها، وتستمع بعبيرها وبجمالها... ولا تفركها؛ فإنك إن فركتها أذهبت ريحها، وزال جمالها!



قال: «زوجتي... وزوجتي... ولا تفعل... و تقصر في...».
فقلت له: يا أخي المرأة كالزهرة، تشمها، وتستمع بعبيرها وبجمالها... ولا تفركها؛ فإنك إن فركتها أذهبت ريحها، وزال جمالها!
يا أخي ربي خلقها على هذه الصفة؛
جمالها في نقصها وضعفها... فلا تطلب منها ما يخالف طبيعتها. فاستمتع بها كما هي!

كشكول ٧١٨: قال لي شيخي مرة لما رآني أدقق كثيراً في مناسبة ذكرها بعض العلماء



قال لي شيخي مرة لما رآني أدقق كثيراً في مناسبة ذكرها بعض العلماء؛
قال لي: «كان شيوخنا يقولون لنا: «الزهرة تشم ولا تفرك.
فإنك إن فركتها أذهبت طيب ريحها».».

كشكول ٧١٧: لم يعرف ابن حزم الترمذي -رحمه الله-، ولا كتابه السنن؛ فجهله.



لم يعرف ابن حزم الترمذي -رحمه الله-، ولا كتابه السنن؛ فجهله.
وظن بعض الناس أن هذا من ابن حزم -رحمه الله- جرح في الترمذي.
وليس الأمر كذلك؛
فإن الجهالة ليست بجرح، غايتها أن ابن حزم لم يعرف الترمذي، فهو لم يجرحه ولم يوثقه، ورحم الله من انتهى إلى ما علم.

كشكول ٧١٦: مطوية خلفيات علمية (١)



رابط مطوية خلفيات علمية (1)
إعداد فضيلة الشيخ الدكتور إبراهيم محمد كشيدان -سلمه الله، ورعاه، وجعل الجنة مثواه-.

كشكول ٧١٥: من مهمات طالب الحديث أن يتقن الفروق بين الأنواع والمصطلحات، ومحل التداخل والتباين بينها!



من مهمات طالب الحديث أن يتقن الفروق بين الأنواع والمصطلحات، ومحل التداخل والتباين بينها!
فالغريب هو الحديث الفرد. وهو مقبول من الثقة. ما لم يتفرد في محل يثير الغرابة فيعل بالغرابة
والإعلال بالغرابة حيث يتفرد الثقة عن غيره، ولا يلزم أن يكون قادحاً.
فإذا انفرد به الصدوق الذي يهم وخالف، فهو حديث غريب لمن لا يحتمل تفرده.
وهكذا تأتي إلى كل نوع أو مصطلح، وتبين الفروق المتعلقة به!

كشكول ٧١٤: أنواع تراجم الأبواب



أنواع تراجم الأبواب.

تراجم الأبواب في مصنفات الحديث المبوبة على أنواع أربعة:
النوع الأول: التراجم التي قصد بها مجرد الإخبار عن شيء مما جاء في الموضع، وغالباً تكون بهذه الصيغة: «باب ما جاء في ...».
النوع الثاني: التراجم الاستنباطية، حيث يبوب المصنف على الحديث بباب فيه إرشاد إلى استنباط من الحديث الذي يورده تحته.
النوع الثالث: التراجم الشارحة، حيث يورد المصنف المسألة في تراجم الأبواب، ويبوب عدة أبواب تشرح الأحاديث الواردة في المسألة، فيقول مثلاً: باب في الوضوء من مس الفرج. ويورد الحديث فيه. ثم يبوب: باب ترك الوضوء من مس الفرج. ويورد الحديث فيه، ثم يبوب: باب نسخ الوضوء من مس الفرج. فهو شرح ووجه الأحاديث الواردة في المسألة في تراجم الأبواب. ومن ذلك أن يبوب بمن قال بكذا، ثم يبوب بمن قال بخلافه، ثم يبوب بما يرشد إلى وجه الجمع، أو الترجيح!
النوع الرابع: التراجم الدالة على الاختيار في المسألة. حيث يترجم المصنف بما يدل على اختياره فيها. وقد يرد على ما يخالفه، بطريقة أو أخرى.
والنوع الأول من التراجم هي غالب تراجم الترمذي، فقد استعاض بكلامه عن ما عليه العمل عقب غالب الأحاديث عن ترجمة الباب.
والنوع الثاني والثالث والرابع هو غالب تراجم البخاري في صحيحه.
والنوع الثالث التراجم الشارحه، موجودة كثيراً في مصنف عبدالرزاق، وابن أبي شيبة، وسنن أبي داود.
والتراجم الاستنباطية موجودة كثيراً عند ابن ماجه في سننه.
وفق الله الجميع لطاعته.

كشكول ٧١٣: إيراد الحديث في الكتب المصنفة على الأبواب يعطيه قوة


إيراد الحديث في الكتب المصنفة على الأبواب يعطيه قوة.

اعلم أن إيراد الحديث في الكتب المصنفة على الأبواب يدل على ثبوتها في الجملة، وصلاحيتها للاعتبار على أدنى الأحوال، فإن [أن ظاهر حال من يصنف على الأبواب أنه ادعى أن الحكم فِي المسألة الَّتِي بوب عليها ما بوب به، فيحتاج إلَى مستدل لصحة دعواه، والاستدلال إنَّما ينبغي أن يكون بِما يصلح أن يحتج به (أو يستشهد به).
وأمَّا من يصنف على المسانيد فإن ظاهر قصده جَمع حديث كل صحابِي على حدة، سواء أكان يصلح للاحتجاج به أم لا.
وهذا هو ظاهر من أصل الوضع بلا شك؛
لكن جَماعة من المصنفين فِي كل من الصنفين خالف أصل موضوعه فانْحط أو ارتفع؛ فإن بعض من صنف الأبواب قد أخرج فيها الأحاديث الضعيفة بل والباطلة إمَّا لذهول عن ضعفها، وإمَّا لقلة معرفة بالنقد] (من كلام ابن حجر فِي النكت على ابن الصلاح (1/ 446 - 447)، وانظر: مقدمة تعجيل المنفعة (ص: 3).).
بل قال الحاكم النيسابوري -رحمه الله- في كتابه المدخل إلى كتاب الإكليل (ص: 30 - 31): «الفرق بين الأبواب والتراجم:
- أن التراجم شرطها أن يقول المصنف: ذكر ما روي عن أبي بكر الصديق -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- ثم يترجم على هذا المسند، فيقول ذكر ماروى قيس بن أبي حازم عن أبي بكر الصديق -رضي الله عنه-، فيلزمه أن يخرج كل ما روى قيس عن أبي بكر صحيحاً كان أو سقيماً،
- فأما مصنف الأبواب فإنه يقول: ذكر ما صح وثبت عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في أبواب الطهارة، أو الصلاة أو غير ذلك من العبادات»اهـ.
ونبه الحافظ ابن حجر -رحِمه الله- إلى أن: «بعض من صنف على المسانيد انتقى أحاديث كل صحابِي فأخرج أصح ما وجد من حديثه، كما رُوِّينا عن إسحاق بن راهويه أنه انتقى فِي مسنده أصح ما وجده من حديث كل صحابِي، إلا أن لا يجد ذلك المتن إلا من تلك الطريق، فإنه يُخرجه. ونَحَا بقي بن مخلد فِي مسنده نَحو ذلك، وكذا صنع أبو بكر البزار قريبًا من ذلك.
وقد صرَّح ببعض ذلك فِي عدة مواضع من مسنده فيخرج الإسناد الذي فيه مقال ويذكر علته، ويعتذر عند تَخريْجه بأنه لَمْ يعرفه إلا من ذلك الوجه.
وأمَّا الإمام أحمد؛ فقد صنف أبو موسى المدينِي جزءًا كبيرًا ذكر فيه أدلة كثيرة تقتضي أن أحمد انتقى مسنده، وأنه كله صحيح عنده، وأن ما أخرجه فيه عن الضعفاء إنَّما هو فِي المتابعات؛ وإن كان أبو موسى قد ينازع فِي بعض ذلك، لكنه لا يشك منصف أن مسنده أنقى أحاديث وأتقن رجالاً من غيره، وهذا يدل على أنه انتخبه.
ويؤيد هذا: ما يحكيه ابنه عنه أنه كان يضرب على بعض الأحاديث الَّتِي يستنكرها.
وروى أبو موسى فِي هذا الكتاب من طريق حنبل بن إسحاق قال: وجمعنا أحمد وابناه عبد الله وصالِح، وقال: انتقيته من أكثر من سبعمائة ألف وخَمسين ألفًا، فما اختلف فيه المسلمون من حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فارجعوا إليه، فإن وجدتموه وإلا فليس بِحجة». (النكت 1/450).
تنبيه:
تعقب الحافظ العراقي فِي (التقييد والإيضاح)، (ص: 57).) ما نقل في وصف المسند، بقوله: «هذا ليس صريْحًا فِي أن جميع ما فيه حجة، بل فيه أنَّ ما ليس فِي كتابه ليس بِحجة، على أن ثَمَّ أحاديث صحيحة مُخرجة فِي الصحيح وليست فِي مسند أحمد منها حديث عائشة فِي قصة أم زرع»اهـ.
ونقل ابن حجر -رحِمه الله- فِي النكت على كتاب ابن الصلاح (1/ 450) عن بعضهم جوابًا على كلام العراقي فقال: «أجاب بعضهم عن هذا بأن الأحاديث الصحيحة الَّتِي خلا عنها المسند لابد أن يكون لَها فيه أصول، أو نظائر أو شواهد، أو ما يقوم مقامها. قلت (ابن حجر): فعلى هذا إنَّما يتم النقض إن لو وجد حديث مَحكوم بصحته سالِم من التعليل ليس هو فِي المسند وإلا فلا، والله أعلم»اهـ.

سؤال وجواب ١٠٠: هل يجوز لبس وبيع خاتم فضي للرجال مكتوب عليه (محمد رسول الله)؟



سؤال: «هل يجوز لبس وبيع خاتم فضي للرجال مكتوب عليه (محمد رسول الله)؟».

الجواب:
اختلف في ذلك؛
- فذهب بعضهم إلى المنع منه؛ لأن الرسول ورد عنه أنه نهى أن يتخذ أحد خاتمًا كخاتمه، من أجل أنه كان يختم به رسائله -صلى الله عليه وسلم-.
- وقيل: بالجواز؛ لزوال العلة.
ولكن اليوم لا ينبغي ذلك؛ لما فيه من مشابهة هذه الجماعة الضالة، وإظهار موافقتها. والله الموفق.

كشكول ٧١٢: فكرة لمشروع علمي صغير



فكرة لمشروع علمي صغير.
يمر بي أثناء قراءة كتب ابن القيم -رحمه الله- نقوله عن ابن تيمية -رحمه الله-، فلو تجمع هذه النقول جميعها سواء كانت نقولاً مجردة أو أسئلة؛ فإنها مفيدة -بإذن الله-.

سؤال وجواب ٩٩: عبارتي (كل تشبيه لصفة الله نقص) تختلف عن قول: «نثبت بلا تشبيه»



سؤال: «بالنسبة لقولك: «فكل تشبيه لصفة الله نقص» فهو أشبه بقول الإمام السفاريني -رحمه الله- في نظمه حينما يقول: «فأثبتوا النصوص بالتنزيه، من غير تعطيل ولا تشبيه». وقد انتقد الشيخ محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله- في شرحه قول السفاريني (ولا تشبيه) وقال إن التعبير ب (لا تمثيل) أولى من ثلاثة وجوه...».

جواب:
عبارتي -بارك الله فيك- «كل تشبيه لصفة الله نقص» تختلف عن قول: «نثبت بلا تشبيه»؛
- ففي الأول نفي المشابهة في ذات الصفة، لا نفي المشابهة مطلقًا. فالمنفي تشبيه صفة بصفة.
- وفي الثاني نفي المشابهة مطلقًا، وهو محل تعقب الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله-.
وفق الله الجميع لطاعته.

كشكول ٧١١: علم المناسبات في الحديث النبوي



علم المناسبات في الحديث النبوي.

علم المناسبات من العلوم المذكورة في علوم القرآن الكريم، وهي معني تربط بين مقاطع الكلام.
والمناسبات موجودة في الحديث النبوي، في فقرات الحديث الواحد، وخاصة إذا كان الحديث طويلاً فيه مقاطع عديدة متنوعة.
من أمثلة ذلك:
- مناسبة ذكر الماء والثلج والبرد في غسل الخطايا.
- ومناسبة قول غفرانك بعد الخروج من الحمام.
قال ابن القيم -رحمه الله- في كتابه (إغاثة اللهفان من مصايد الشيطان 1/ 57 - 59 باختصار):
"وسألت شيخ الإسلام عن معنى دعاء النبى صلى الله عليه وسلم: "الّلهُمَّ طَهِّرْنِى مِنْ خَطَايَاىَ بِالمَاءِ وَالثَّلْجِ وَالْبَرَدِ". كيف يطهر الخطايا بذلك؟ وما فائدة التخصيص بذلك؟ وقوله فى لفظ آخر "والماء البارد" والحار أبلغ فى الإنقاء؟.
فقال: الخطايا توجب للقلب حرارة ونجاسة وضعفا، فيرتخى القلب وتضطرم فيه نار الشهوة وتنجسه، فإن الخطايا والذنوب له بمنزلة الحطب الذى يمد النار ويوقدها ولهذا كلما كثرت الخطايا اشتدت نار القلب وضعفه، والماء يغسل الخبث ويطفئ النار، فإن كان باردا أورث الجسم صلابة وقوة، فإن كان معه ثلج وبرد كان أقوى فى التبريد وصلابة الجسم وشدته، فكان أذهب لأثر الخطايا. هذا معنى كلامه.
وهو محتاج إلى مزيد بيان وشرح.
فاعلم؛
أن هاهنا أربعة أمور:
أمران حسيان، وأمران معنويان.
فالنجاسة التى تزول بالماء هى ومزيلها حسيان.
وأثر الخطايا التى تزول بالتوبة والاستغفار هى ومزيلها معنويان.
وصلاح القلب وحياته ونعيمه لا يتم إلا بهذا وهذا. فذكر النبى صلى الله تعالى عليه وآله وسلم من كل شطر قسما نبه به على القسم الآخر. فتضمن كلامه الأقسام الأربعة فى غاية الاختصار، وحسن البيان. كما فى حديث الدعاء بعد الوضوء: "اللهُمَّ اجْعَلْنِى مِنَ التَّوَّابِينَ وَاجْعَلْنِى مِنَ المُتَطَهِّرِينَ".
فإنه يتضمن ذكر الأقسام الأربعة.
ومن كمال بيانه صلى الله تعالى عليه وآله وسلم، وتحقيقه لما يخبر به، ويأمر به: تمثيله الأمر المطلوب المعنوى بالأمر المحسوس.
وهذا كثير فى كلامه. ... ...
فنبه صلى الله تعالى عليه وآله وسلم بقوله: "اللهُمَّ طَهِّرْنى مِنْ خطَايَاىَ بِالمَاءِ وَالثَّلْجِ وَالبَرَدِ". على شدة حاجة البدن والقلب إلى ما يطهرهما ويبردهما ويقويهما، وتضمن دعاؤه سؤال هذا وهذا، والله تعالى أعلم.
وقريب من هذا: أنه صلى الله تعالى عليه وآله وسلم: "كان إِذَا خَرَجَ مِنَ الخلاءِ قَالَ: غُفْرَانَكَ". وفى هذا من السر والله أعلم، أن النجو يثقل البدن ويؤذيه باحتباسه، والذنوب تثقل القلب وتؤذيه باحتباسها فيه، فهما مؤذيان مضران بالبدن والقلب، فحمد الله عند خروجهعلى خلاصه من هذا المؤذى لبدنه، وخفة البدن وراحته، وسأل أن يخلصه من المؤذى الآخر ويريح قلبه منه ويخففه.

وأسرار كلماته وأدعيته صلى الله تعالى عليه وآله وسلم فوق ما يخطر بالبال"اهـ.