السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. تسُرّنا زيارتكم للمدونة، ونسأل الله أن ينفعكم بمحتواها ويزيدكم من فضله

الأحد، 15 أكتوبر 2017

سواليف ١١: لما قرأت كتاب ابن دقيق العيد إحكام الأحكام على عمدة الأحكام


سواليف 11 000
لما قرأت كتاب ابن دقيق العيد إحكام الأحكام على عمدة الأحكام ، مر بي أثناء شرحه لحديث المسيء صلاته ، إشارته إلى أنه ينبغي جمع طرق هذا الحديث واتباع الزائد فالزائد من ألفاظ الحديث، ليصح الاستدلال به، فوقع في نفسي جمع طرقه وزياداته وأنا في المرحلة الثانوية، وفعلاً جمعتها ... 
ونسختها على آلتي الطابعة بيدي ، ثم صرت أعطيها للأخوة طلاب العلم لينظروا فيها، ويفيدوني بملاحظاتهم.
في تلك الفترة كان يبلغني السلام من شاب في الرياض يدعى (عبدالسلام البرجس)، هو أصغر سناً مني بقليل، وحصل نوع تواصل عن بعد بيني وبين الشيخ عبدالسلام البرجس.
والعجيب أن اصحابه في الرياض ومنهم فضيلة الشيخ الدكتور فهد المشرف، التقيت بهم وصحبتهم في الحج في سنة من السنين ، قبل أن التقي بالشاب آنذاك (عبدالسلام البرجس) ، طبعا وأنا كما قدمت قريبا من سنه .
ودارت الأيام ... والتقيت به مع فضيلة الشيخ العجمي ... فحصل بيننا من الألفة ما بقيت حتى وفاته رحمه الله ..
كنا نلتقي سويا ... عبدالسلام والعجمي وأنا ... كلما جاء إلى مكة ... 
ثم صرنا أربعة ... إذ صار معنا الشريف نواف ... الذي ارتبط بعبدالسلام البرجس رحمه الله كثيراً .
كنا نقول لعبدالسلام : أنت كأنك من أهل الحجاز! في كلامه وتصرفاته وقربه وتقبله طريقتنا بدون تكلف ... وكان عبد السلام رحمه الله يكره التكلف والتكبر ويمقتهما جداً.
ثم صرنا خمسة جاء معنا فضيلة الشيخ العلامة المحدث المسند الرحلة مساعد بن سليمان الراشد حفظه الله وأسبغ الله عليه الصحة والعافية.
وكلنا أسناننا وأعمارنا متقاربة ... 
وكلنا طلبة علم ... نحب الحديث ... وتصوراتنا متقاربة ... 
كان الشيخ مساعد يحب الانطواء ... فلما التقى بنا أربعتنا مع عبدالسلام وكان يعرفه قبل في الرياض ... انبسط ... وترك الانطواء ... وصار يأنس بنا ... ويطلبنا لنخرج سويا لعشاء أو لنزهة أو لمجالسة ... ونعم الرجل هو ... 
وقد استجزت الشيخ مساعد الراشد في رواية ما دخل في إجازته وسماعه فأجازني، جزاه الله خيراً .
واستجزت العجمي فأجازني ، واستجازني فأجزته ، فصرنا نروي تدبيجا عن نفس الشيوخ بالإجازة.
وقد بلغ من سعة أسانيد الإجازة عند الشيخ مساعد حفظه الله، أني كنت أخطط لأعمل له أربعين بلدانية بأسماء الشيوخ. وبدأت المجالس معه، لكن انشغل الشيخ ولم أكمل ...
ولما مات عبد السلام البرجس رحمه الله ، رجع الشيخ مساعد إلى عزلته وانطوائه!
وبقيت مع سيادة لشريف نواف آل غالب، ومحمد بن ناصر العجمي، ربي يحفظهم ويسلمهم من كل سوء فنعم القوم هم، جزاهم الله خيراً.